0 تصويتات
في تصنيف أسئلة عامة بواسطة (430 نقاط)
أعيد الوسم بواسطة

إجابة سؤال: يساعد تمرين الجري المتعرج مع تنطيط الكرة على تنمية التوافق صواب خطأ

  • الجواب: صواب.

شرح الإجابة:

تمرين الجري المتعرج مع تنطيط الكرة يُعد من أهم التدريبات التي تُستخدم في برامج تنمية اللياقة الحركية لدى الأطفال والمراهقين، لأنه يجمع بين أكثر من مهارة في وقت واحد، ويُحفز مناطق متعددة من الدماغ تتحكم في الحركات الدقيقة والتوافقات العصبية العضلية. عند أداء هذا التمرين، يُطلب من الطفل أن يُغير اتجاهه فجأة، وفي الوقت نفسه يُحافظ على السيطرة على الكرة، وهذا يتطلب تركيزًا عاليًا، وتنسيقًا محكمًا بين النظر واليد والقدم، إلى جانب الاستجابة السريعة للمثيرات الحركية، مما يعزز مفهوم التوافق الحركي المعقد.

يُلاحظ أن الطلاب الذين يمارسون هذا النوع من التمارين يصبحون أكثر قدرة على أداء أنشطة يومية تتطلب تنسيقًا دقيقًا مثل استخدام الأدوات المدرسية، أو التنقل في الأماكن المزدحمة دون فقدان السيطرة على أجسامهم. والتمرين لا يُنمّي جانبًا واحدًا فقط، بل يُحفز الجهاز العصبي المركزي للعمل بكفاءة أكبر، ويُقوّي الروابط بين الأعصاب والعضلات، وهذا ما يجعل الطفل قادرًا على تحسين مهاراته في مجالات أخرى مثل الكتابة اليدوية، العزف على الآلات الموسيقية، وممارسة ألعاب الذكاء الحركي.

كذلك، يُسهم هذا التدريب في تنمية التحكم في سرعة الحركة، الدقة في التوجيه، وزيادة مرونة المفاصل. فالحركات المتغيرة للجري مع المحافظة على تنطيط الكرة تضيف عنصر المرونة الذهنية، وهو أحد أشكال التوافق المهم في تطوير الأداء البدني والمعرفي معًا، وخاصة في الفئات العمرية الصغيرة. ومن المعروف أن الدماغ عند الطفل في سن مبكرة يتفاعل مع النشاطات الحركية المتنوعة بطريقة تُسهم في بناء شبكات عصبية جديدة، وهذا ما يسمى اللدونة العصبية، التي تعتبر حجر الأساس في بناء الذاكرة الحركية.

ومن أبرز الأبعاد التي يتم تحسينها خلال هذا التمرين هو التكامل الحسي الحركي، أي قدرة الطفل على ترجمة المعلومات الحسية (كاللمس والرؤية والسمع) إلى حركات منسقة. ومن خلال ملاحظات المعلمين والمدربين، نجد أن الأطفال الذين يمارسون هذا النوع من التمارين يظهرون أداءً أفضل في مهام الحياة اليومية التي تتطلب استخدام أكثر من حاسة معًا، وهو ما يُعرف باسم الإدراك الحسي الحركي التفاعلي. كما أن هذا التمرين يُعد تمهيدًا ممتازًا للمشاركة في الألعاب الجماعية لاحقًا، مثل كرة السلة وكرة القدم، حيث تتطلب هذه الألعاب قدرًا عاليًا من التوافق والمهارة.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الدمج بين الجري المتقطع وتنطيط الكرة يُعزز إفراز مواد كيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين، وهي مسؤولة عن تحسين المزاج وزيادة القدرة على الانتباه، مما يجعل الطفل أكثر تركيزًا في الفصل، ويُسهم في تقوية الوظائف التنفيذية الدماغية، كحل المشكلات، وضبط النفس، والتنظيم السلوكي.

إضافة إلى ذلك، يُسهم هذا النوع من التمارين في بناء ما يُعرف بـ الذاكرة الحركية طويلة المدى، والتي تُساعد الطالب على الاحتفاظ بمهاراته حتى عند التوقف المؤقت عن التمرين، وتُساعده على تعلم مهارات جديدة بسرعة أكبر مستقبلًا. كما أن الدمج بين الحركات العشوائية والمنظمة في هذا التمرين يحفز قشرة الفص الجبهي، وهي المسؤولة عن التفكير المعقد واتخاذ القرارات، مما يجعل الطفل أكثر نضجًا في ردود أفعاله، حتى في المواقف اليومية التي تتطلب سرعة التصرف.

ومن خلال الممارسة المنتظمة لهذا التمرين، يتحسن الإيقاع الحركي الداخلي، أي قدرة الطفل على ضبط توقيت حركاته، مما يُسهم في تنمية الإدراك الزمني الحركي، وهو عنصر مهم في الألعاب الجماعية والفردية. ويُعتبر هذا التحسن من الأهداف الجوهرية التي تسعى التربية البدنية إلى تحقيقها في المراحل الدراسية المبكرة، لأنه يُمهد لظهور سمات التفكير الاستباقي، وهو التفكير الذي يُتيح للطفل التوقع المسبق لما سيحدث بناءً على المثيرات الحركية من حوله.

كما أن هذا النوع من التمارين يُفعّل مناطق معينة في المخيخ، وهو المسؤول الرئيسي عن ضبط التوازن والتنسيق بين الحركات الإرادية، ويُساهم في رفع كفاءة ما يُعرف بـ دقة التوجيه الحركي، وهي المهارة الأساسية التي تسمح للطفل بضبط اتجاه الكرة دون أن ينظر إلى الأرض أو يفقد التركيز. وفي السياق ذاته، يعمل هذا التمرين على تدريب العضلات الدقيقة والصغيرة، خصوصًا في الكف والأصابع، مما يُساعد الطفل في أعمال أخرى مثل القص واللصق، الطباعة، والخط اليدوي الواضح.

ومع مرور الوقت، يُلاحظ تحسن في الإدراك المكاني، أي فهم الطفل لمكان وجوده وعلاقته بالأشياء من حوله، وهي مهارة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتوافق، لأن التمرين يُجبر الطفل على تقييم المسافة، وتقدير الزمن، وتعديل الحركة في لحظة واحدة، وهي مهارات يتم توظيفها لاحقًا في مجالات عديدة كالملاحة، والرياضيات، وحتى في تعلم القراءة المبكرة، التي تعتمد على تتبع الكلمات في ترتيبها الصحيح.

ولا يمكن إغفال الجانب النفسي والاجتماعي لهذا التمرين، إذ يُكسب الطفل شعورًا بالثقة بالنفس عندما يُتقن التمرين، ويمنحه فرصة للتفاعل مع زملائه من خلال اللعب التعاوني، ويُسهم في بناء علاقات قائمة على المشاركة والانضباط، مما يعزز تكوين شخصية متوازنة قادرة على التفاعل مع محيطها بثقة واحترام. فالتدريب لا ينحصر في الجسد فقط، بل يتجاوز ذلك إلى بناء شخصية الطفل نفسها.

وبناءً على ما سبق، فإن القول بأن تمرين الجري المتعرج مع تنطيط الكرة يساعد على تنمية التوافق هو صحيح تمامًا، لأنه يجمع بين عوامل فيزيولوجية ونفسية وتعليمية متنوعة، ويُعد من التمارين الأساسية التي يُوصى بها من قبل خبراء التربية الحركية وعلم النفس التربوي، ويُحقق أهدافًا تعليمية وتربوية وصحية في آن واحد، مما يجعله من أهم التمارين التي ينبغي إدراجها في المناهج المدرسية في المراحل الأولى.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (430 نقاط)
 
أفضل إجابة
يساعد تمرين الجري المتعرج مع تنطيط الكرة على تنمية التوافق صواب خطأ

الجواب: صواب.
أهلاً بك في منجم الأسئلة، هنا اطرح تساؤلاتك وتلقى إجابات من مجتمعنا المتفاعل.

اسئلة متعلقة

...