إجابة سؤال: لتنمية التوافق يتم المشاركة في سباق الجري المتعرج مع تنطيط الكرة – صواب أم خطأ؟
- الجواب: صواب. المشاركة في سباق الجري المتعرج مع تنطيط الكرة تُعد من أهم الأنشطة الحركية التي تُستخدم في تطوير التوافق العضلي العصبي، لأنها تدمج بين الحركة السريعة والتنسيق الدقيق بين العين واليد والقدم، مما يحفز الدماغ على إدارة عدة مهام في وقت واحد.
شرح الإجابة:
عندما يُطلب من الطفل أن يجري في مسار متعرج بينما يُنَطط كرة، فإن ذلك يستلزم تنسيقاً عالي المستوى بين مختلف أجزاء جسمه، بداية من الأطراف السفلية التي تتحرك في الجري، مرورًا باليد التي تُمسك الكرة وتُوجهها، وانتهاءً بالعين التي تُراقب الطريق. هذا النوع من الأنشطة يُفعّل مراكز متعددة في الدماغ مرتبطة بـالتخطيط الحركي، اتخاذ القرار اللحظي، والتحكم في التوازن.
الطفل في هذا السن لا يحتاج إلى الشرح النظري، بل إلى بيئة تُحفزه على المحاولة والخطأ، لذا فإن إشراكه في مثل هذا التمرين يدعم التعلم النشط ويُنمّي مهاراته دون أن يشعر. كذلك، فإن هذه اللعبة تُعلّم الطفل التحكم في ردود الفعل، لأن مسار الجري غير مستقيم ويحتاج إلى تقدير مسافات وزوايا الانعطاف بدقة، بالتزامن مع الحفاظ على إيقاع التنطيط المنتظم، ما يُسهم في تطوير ما يُعرف بـالتحكم الحركي الإرادي.
في خلفية هذا النشاط، يتدخل مفهوم التكامل الحسي الحركي، وهو أن الطفل يستقبل إشارات بصرية ويدمجها مع إدراكه الحسي لوضع جسمه في المكان، ثم يُترجم كل ذلك إلى فعل حركي دقيق. هنا تتفاعل الذاكرة العضلية مع الإدراك المكاني والمهارات الحركية الدقيقة، ما يجعل التمرين ليس مجرد لعبة، بل أداة تعليمية عميقة تُدرّب الجهاز العصبي على التفاعل السريع والفعّال مع المتغيرات.
هذا النوع من التمارين يُستخدم في مدارس كثيرة تهتم بتنمية مهارات المرونة العصبية وسرعة البديهة الحركية، ويُدرّج غالبًا ضمن مناهج التربية الحركية المبكرة، لأن نتائجه لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل تُعزز أيضًا الثقة بالنفس وروح المبادرة لدى الطفل.
كما أن الجري المتعرج مع التنطيط يُحفّز الطفل على اتخاذ قرارات سريعة في أثناء الحركة، ويتعلم كيف يُوازن بين السرعة والدقة، وهي مهارة يحتاجها في مواقف حياتية كثيرة. فالطفل الذي يُتقن هذا التمرين غالبًا ما يمتلك قاعدة جيدة لتعلّم مهارات رياضية أكثر تعقيدًا في المستقبل، مثل كرة اليد أو كرة السلة، حيث يحتاج فيها اللاعب إلى أن يكون واعياً بموقعه وموقع الآخرين في نفس الوقت.
علاوة على ذلك، فإن هذا النشاط يُمكن تعديله بسهولة ليتناسب مع مستويات مختلفة من النمو، مما يجعله خيارًا ممتازًا لمرحلة ما قبل المدرسة، حيث تختلف قدرات الأطفال بشكل كبير. يمكن تبسيط المسار، أو استخدام كرات أخف، أو حتى العمل في مجموعات، ما يضيف بُعدًا اجتماعيًا يُساعد الطفل على تعلم التعاون والتفاعل وانتظار الدور.
ولا يمكن أن نغفل أن هذا النوع من الأنشطة يُقلل من احتمالية الإصابة بـضعف التوافق الحركي الذي قد يُعاني منه بعض الأطفال بسبب قلة الحركة أو الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية. لذا فإن الجري المتعرج مع تنطيط الكرة يُعد تدريباً شاملاً يُسهم في الوقاية والتدخل المبكر.
في النهاية، يمكن اعتبار هذا التمرين وسيلة ذكية لتقييم وتطوير مهارات الطفل دون الحاجة إلى اختبارات معقدة، لأنه يُظهر مدى قدرة الطفل على توزيع الانتباه، والتحكم في التوتر العضلي، وتعديل السلوك الحركي بشكل لحظي، وكلها مؤشرات واضحة على تطور التوافق لديه.
لذلك، نعم، المشاركة في سباق الجري المتعرج مع تنطيط الكرة هي وسيلة فعالة وأساسية لتنمية التوافق الحركي عند الأطفال.