إجابة سؤال: لماذا يكون مكوك الفضاء مزود بمظله هبوط عند الهبوط على اليابسه؟
- الجواب: لأن المظلة تبطئ سرعة المكوك عند ملامسته اليابسة، وتحميه من الاصطدام القوي الذي قد يدمره أو يؤذي الرواد داخله.
شرح الإجابة:
عندما ينزل مكوك الفضاء من السماء، فإنه يكون قد اكتسب سرعة هائلة جدًا بسبب الجاذبية الأرضية، وهذه السرعة لا تتوقف فجأة عند وصوله للأرض، بل تحتاج إلى طريقة ذكية لجعل الهبوط آمنًا وهادئًا. هنا تأتي أهمية المظلة، فهي مثل الفرامل الهوائية التي تفتح في اللحظة المناسبة لتسحب الهواء، وتخلق مقاومة كبيرة تُبطئ المكوك بشكل سريع لكن ناعم في نفس الوقت.
بدون هذه المظلة، سيهبط المكوك بسرعة كبيرة تجعله يرتطم بالأرض بقوة شديدة، وقد يتفكك أو يحترق أو ينفجر، وهذا لا يهدد فقط المكوك، بل حياة روّاد الفضاء في الداخل أيضًا، لذلك وجود المظلة ليس اختيارًا، بل ضرورة حيوية.
والسبب في استخدام المظلة على اليابسة تحديدًا، أن الأرض صلبة وقاسية، على عكس الماء مثلًا الذي يمتص جزءًا من الصدمة، لذلك إذا لم يكن هناك بحر أو محيط، تكون اليابسة بحاجة إلى مزيد من أدوات الحماية، وأهمها المظلة. هي تفتح في توقيت محسوب بدقة، بعد دخول المكوك الغلاف الجوي وقبل ملامسته الأرض بلحظات، وتكون مصنوعة من مواد قوية جدًا، تتحمل درجات حرارة مرتفعة جدًا واحتكاكًا شديدًا مع الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المظلة تساعد في تحقيق توازن المكوك أثناء الهبوط، فلا يتقلب ولا ينقلب، بل ينزل بشكل مستقيم أو مائل قليلاً لكن مستقر. هذه التفاصيل الصغيرة تُخطط مسبقًا في تصميم المكوك، حيث يتم حساب الوزن والسرعة والزمن والارتفاع وكل شيء بدقة عالية جدًا.
كذلك، وجود المظلة يُقلل الضغط على أنظمة الهبوط الأخرى، مثل العجلات أو الوسائد الهوائية، فهي تعمل جميعًا معًا لتجعل لحظة الوصول إلى اليابسة لحظة آمنة ومضبوطة، وليس سقوطًا عنيفًا. وهذه النتيجة لا تحدث بالصدفة، بل نتيجة علم دقيق وتكنولوجيا فضائية متقدمة تجعل من كل رحلة عودة قصة نجاح علمية متكررة.
وهنا نفهم أن المظلة ليست مجرد قطعة قماش كبيرة، بل هي أداة ذكية، مدروسة، مبرمجة، وجزء أساسي في معادلة سلامة المكوك ورواده، خاصة عندما تكون الأرض اليابسة هي مسرح العودة النهائي.