إجابة سؤال: في خطوات صنع القرار بعدة خطوات جمع المعلومات تأتي خطوة؟
- الجواب: بعد جمع المعلومات، تأتي خطوة تحليل المعلومات وتقييمها لتحديد مدى صلاحيتها وجدواها في اتخاذ القرار المناسب.
شرح الإجابة:
القرار الذكي لا يُبنى على مجرد معلومات متوفرة، بل على فهم عميق وتحليل دقيق لتلك المعلومات. عند هذه المرحلة، يبدأ متخذ القرار بالنظر في جودة البيانات التي جمعها. هل هي حديثة؟ هل هي من مصادر موثوقة؟ هل تتعلق فعلاً بالمشكلة؟ هذه الأسئلة تُعد بوابة الدخول إلى التقييم الحقيقي.
تحليل المعلومات لا يعني فقط قراءتها أو سردها، بل فهم السياق العام الذي جاءت فيه، ومحاولة ربطها مع أهداف القرار المطلوب. في هذا السياق، تُستخدم أدوات مثل المقارنات، الجداول، الرسوم التوضيحية، وربما حتى البرمجيات إن كان القرار معقدًا. الهدف هنا هو معرفة: أي من هذه البيانات يساعد فعليًا؟ وأيها مجرد ضوضاء؟
ثم بعد التحليل، يأتي التقييم. في هذه الخطوة يتم التحقق من:
دقة المعلومات (هل هناك أخطاء؟).
التحيز المحتمل (هل المصدر منحاز؟).
درجة التأثير (هل هذه المعلومة ستغير شيئًا مهمًا؟).
التكلفة والجدوى (هل المعلومة تقودنا إلى خيار مكلف أو غير عملي؟).
بالتالي، فهذه الخطوة ليست مجرد قراءة أو إعادة عرض، بل هي فحص عميق و"فلترة" للمعلومات. كما تُستخدم فيها مهارات التفكير الناقد، والقدرة على رؤية العلاقة بين الأسباب والنتائج.
ولأن الطفل الصغير لا يستطيع اتخاذ قرار بمجرد سماع شيء واحد، بل يحتاج من يشرح له ويفسر، كذلك القرار الإداري أو التربوي أو الاقتصادي؛ لا يُبنى على معلومة وحيدة بل على مجموعة مدروسة ومُحلَّلة.
مثال بسيط على ذلك: لو كان هناك شخص يريد شراء حذاء رياضي، فمجرد معرفة أن هناك تخفيضًا لا يكفي. يجب أن يُقيِّم الجودة، والمقاس، وراحة القدم، وربما سمعة المتجر. هذه كلها معلومات يجب تحليلها وتقييمها قبل أن يقرر الشراء.
وبالطريقة نفسها، فإن تحليل وتقييم المعلومات في صنع القرار يساعد في:
ولذلك، فإن الخطوة التالية بعد جمع المعلومات لا تقل أهمية أبدًا، بل هي المرحلة التي تتحول فيها المعرفة إلى بصيرة، والمعطيات إلى أدلة داعمة لاتجاهات واضحة.
وبهذا نصل إلى خلاصة مفادها أن تحليل المعلومات وتقييمها هو الجسر الذي يربط بين المعرفة واتخاذ القرار السليم، وهي خطوة لا يمكن القفز عليها، لأنها الوحيدة القادرة على تحويل الفوضى المعرفية إلى خطوات فعلية مدروسة.