إجابة سؤال: أول خطوات الكتابة جمع المعلومات المراجعة التخطيط للكتابة النشر صواب خطأ
- الجواب: أول خطوات الكتابة هي جمع المعلومات وهي البداية الفعلية التي ينطلق منها الكاتب، يليه التخطيط ثم الكتابة وأخيرا تأتي مرحلة المراجعة والنشر.
شرح الإجابة:
الكتابة تشبه إلى حد كبير بناء بيت، لا يمكن أن نبدأ من السقف قبل أن نضع الأساس، والأساس هنا هو جمع المعلومات. عندما يبدأ الكاتب رحلته في التعبير عن فكرة أو موضوع، فإنه لا يستطيع أن يكتب من فراغ، بل يحتاج إلى فهم دقيق وعميق لما يريد كتابته، لذلك تكون الخطوة الأولى هي البحث، والتقصي، والاستفادة من مصادر موثوقة، سواء كانت كتب، مقاطع مرئية، أو حتى مقابلات مع أشخاص لديهم معرفة، لأن هذه المعلومات تشكل المادة الخام التي تُبنى عليها الجمل والأفكار.
بعد ذلك، تأتي لحظة التخطيط، وهي مرحلة مهمة جدا رغم أنها تبدو غير مرئية، إذ فيها يحدد الكاتب كيف سيرتب أفكاره، أين سيضع المقدمة، كيف سيربط الفقرات، وما هو التسلسل الذي سيتبعه، فالتخطيط يجعل الفكرة واضحة ويمنع تشتت القارئ، كما أنه يوفر الوقت والجهد أثناء الكتابة الفعلية. تماما كما يرسم المهندس مخططا للبناء قبل أن يبدأ العمال بالحفر أو البناء.
ثم نصل إلى مرحلة الكتابة، وهنا يبدأ الكاتب بتحويل أفكاره وملاحظاته إلى كلمات وجمل مترابطة، يستخدم فيها أسلوبا يناسب الفئة التي يكتب لها، خاصة إن كان يكتب لطفل في الخامسة من عمره، فيحرص على أن تكون الكلمات بسيطة، الجمل قصيرة، والمعلومات مشوقة وسهلة التفاعل. وفي هذه المرحلة يكون الإبداع حاضرا، حيث يحاول الكاتب أن يستخدم تعابير مميزة، وأن يربط بين الجمل باستخدام كلمات مثل: ثم، بعد ذلك، من هنا، نتيجة لذلك، وهكذا.
وبعد الانتهاء من المسودة الأولى، لا تنتهي المهمة، بل تبدأ مرحلة المراجعة، وهي أشبه ما تكون بمرآة يرى فيها الكاتب أخطاءه، هل هناك جملة ناقصة؟ هل هناك فكرة تحتاج لتوضيح؟ هل بعض الكلمات مكررة؟ هنا يحرص على تنقيح النص ليصبح أكثر وضوحا وسلاسة، لأن القارئ الصغير لا يحتمل الغموض ولا التكرار.
وأخيرا، تأتي لحظة النشر، حين ينتقل النص من الورقة أو شاشة الكمبيوتر إلى عين القارئ، وفي هذه المرحلة يكون كل شيء قد اكتمل، وتصبح الكتابة جاهزة لتصل إلى القلوب والعقول.
ترتيب هذه المراحل بهذا الشكل (جمع المعلومات، التخطيط، الكتابة، المراجعة، النشر) مفتاح لجعل المحتوى مفهوما، جذابا، وذا قيمة، خصوصا إن تم بطريقة بشرية، فيها لمسة فكر، ودفء أسلوب، وذكاء انتقال بين فكرة وأخرى. وهذه هي الكتابة الحقيقية، التي تبدأ من فكرة صغيرة وتكبر لتصبح رسالة تصل للقارئ، مهما كان عمره أو مستواه.