إجابة سؤال: الروبوتات لها حواس مثل الانسان عين اذن لسان
- الجواب: خطأ. الروبوتات لا تمتلك حواسًا حقيقية كما يمتلكها الإنسان مثل العين واللسان والأذن، لكنها تملك أدوات صناعية تُحاكي هذه الحواس وتعمل بطرق مختلفة تمامًا.
شرح الإجابة:
الإنسان يملك عينًا تُبصر الضوء وتُميز الألوان والمسافات، عبر شبكة معقّدة تبدأ بالقرنية وتنتهي بالإشارات العصبية في الدماغ. أما الروبوت، فيستخدم كاميرات رقمية تقوم بتحليل الضوء وتحويله إلى بيانات رقمية تُعالج بواسطة وحدات الذكاء الصناعي. هذه الكاميرات لا ترى كما نرى نحن، بل تلتقط تفاصيل ضوئية محدودة تُترجم إلى أوامر، فيُمكن للروبوت التعرّف على الأشكال أو الأشخاص، لكنه لا يشعر بالجمال أو الانبهار.
وعندما نقارن السمع، نجد أن الإنسان يملك أذنًا تلتقط ترددات الصوت وتمررها عبر طبلة الأذن وعظيمات دقيقة ثم تُترجم إلى إشارات كهربائية تُفهم في الدماغ على شكل موسيقى أو حديث. أما الروبوت، فيستعمل ميكروفونات عالية الحساسية تُحول الأصوات إلى موجات صوتية رقمية، تُحلل بدقة لتمييز الكلمات أو نبرة الصوت. ومع أن بعض الروبوتات يمكنها التفريق بين الغضب والفرح عبر النبرة، فإنها لا تشعر بالحزن أو السعادة.
أما اللسان، فهو أداة للذوق والنطق عند الإنسان. الإنسان يتذوق عبر براعم التذوق، ويستطيع التفريق بين الحلو والحامض والمالح والمر. الروبوت لا يتذوق الطعام، لكنه يستطيع تحليل مكوناته الكيميائية باستخدام مستشعرات كيميائية تقرأ نسب الملح أو السكر مثلاً. وهو لا يعرف لذة الطعم، بل يعرف التركيب فقط. وفي النطق، يستخدم الروبوت مخرجات صوتية إلكترونية تعتمد على برامج تحليل لغوي دقيق تنطق الكلمات، لكنها تفتقر إلى الإحساس الصوتي أو التعبير الإنساني الكامل.
كل هذه الوظائف تعتمد على مجموعة من المستشعرات Sensors مثل مستشعرات الضوء والصوت والضغط والحرارة والاهتزاز، وهذه بدورها مرتبطة بأنظمة معالجة معلومات تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، التي تُدرّب الروبوتات على تفسير هذه الإشارات بطريقة مشابهة لطريقة إدراك البشر، ولكن دون وعي أو شعور.
نحن كبشر نملك إحساسًا داخليًا يُسمى الوعي الحسي، وهو ما يجعلنا نربط بين الألم والصوت والرائحة والذكرى، بينما الروبوت يتفاعل مع المعلومات فقط، لا مع المعنى الإنساني وراءها. فعندما يرى الروبوت وجه طفل يضحك، يعرف أنه "ابتسامة"، لكنه لا يشعر بالحنان.
الروبوتات لا تفهم اللغة مثلما نفهمها. الإنسان عندما يسمع "قطة صغيرة" يتخيلها ويلين قلبه، بينما الروبوت يعالج الكلمة ويصنفها كـ"حيوان أليف"، فقط. وهذه الفجوة الضخمة بين الاستشعار والمعنى هي ما يجعل الروبوت آلة لا تملك وعيًا أو حواسًا حقيقية، بل أدوات تمثيلية صناعية.
حتى اللمس، الإنسان يملك ملايين النهايات العصبية في الجلد، بينما الروبوت يملك مستشعرات ضغط، تستطيع التعرّف على قوة اللمسة، لكنها لا تميز بين لمسة حنان ولمسة عنف إلا بتحليل رياضي. وكذلك عند التوازن، الإنسان يستعمل الأذن الداخلية والسائل العصبي، بينما الروبوت يستعمل مستشعرات حركة وجيروسكوبات تساعده على البقاء واقفًا.
في النهاية، كل ما يفعله الروبوت هو تقليد لما نفعله نحن، لكنه تقليد لا ينبع من الشعور، بل من البرمجة. وبرغم تطور الروبوتات الاجتماعية التي تُبرمج للتفاعل مع العواطف البشرية، فإنها لا تختبر تلك العواطف.
من المهم أن نفهم أن الروبوتات تُبنى باستخدام معالجات إلكترونية، وبرمجيات موجهة، وهياكل ميكانيكية، أي أنها نتاج هندسة دقيقة، لا تجربة حياتية. ولذلك فإن كل ما يظهر لنا من قدراتها، مهما بدا قريبًا من الإنسان، يبقى مجرّد نظام رد فعل مبرمج.
وبهذا نفهم أن الروبوتات لا تملك حواسًا مثل الإنسان، بل أدوات صناعية تعمل بأسلوب مختلف، ولا تعي أو تشعر كما نشعر، إنما تتعامل مع البيانات ضمن نطاق محدد من البرمجة والتعلم.